الخليل/ خاص
"لقد صنعنا من اللاشئ شيئا،تدربنا، وتسلحنا بالعديد من الأفكار والابداعات، إلى أن رسمنا بأيدينا ما يمكن أن نفتخر به، ويعم الفائدة على الجميع"، بهذه الكلمات افتتحت الشابة زينه سلهب حديثها عن مشروع الألعاب التربوية الذي اقامته جمعية العمل النسوي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية . وتشعر سلهب بالفخر، والاعتزاز، وذلك بعد صناعتها للالعاب التربوية مع باقي زميلاتها بإمكانات بسيطة فوق التصور تسهم في تعليم وتشجيع الأطفال الصغارأثناء التحاقهم في رياض الأطفال للتعلم والاستفادة بطرق مبدعة سهلة وبسيطة. تشير سلهب إلى أن اللعبة ذات أصل خشبي، قد تم قصها وتدويرها، ونقشها، وصبغها بالألوان المناسبة، وإدخال مسجلا صوتيا بداخلها، لتكون بمثابة لعبة يمكن للطفل أن يعرف اللون الذي يختاره، ويتعلم الأرقام الحسابية والأشكال حيث تحقق العديد من المفاهيم والاهداف في آن واحد . وهذا المشروع بمثابة فكرة رائدة بادرت لها جمعية العمل النسوي لرعاية وتاهيل المرأة وهو المشروع الأول من نوعه في الضفة الغربية ، في رام الله، وبدعم من مؤسسة روزا لكسمبورغ الألمانية، بحيث يقوم على تدريب نساء فلسطينيات من اجل تقويتهن وتمكينهن وليصبحن فاعلات ومؤثرات أكثر في المجتمع من اجل تحقيق الحرية والمساواة. تكمل سلهب أن نجاح ما قمن فيه من ألعاب لا يبرز من خلال هذه اللعبة فقط، إذ أن هناك ألعاب أخرى، كمسرح عرائس الدمى، وادوات تربوية أخرى، وتعبر عن أملها في أن يصل المشروع إلى تحقيق أهدافه المختلفة، والتي تتمثل في توفيرالتعليم التربوي عبر الألعاب للأطفال، مع تحقيق عوائد مادية للعاملات في المشروع. فردوس العمايرة فنانة تشكيلية كانت ضمن المشاركات في مشروع صناعة الألعاب التربوية، قالت إن المشروع جاء نتاج جهد وعمل تدريبي وتعليمي، وأن النتائج التي ظهرت ملموسة من انتاج للألعاب محط فخر للجميع. العمايرة نبهت إلى أن إعداد عاملات في صناعة ألعاب تربوية في فترة قياسية ليس بالأمر الهين أبو البسيط، مشيرة إلى أن المتدربات استغرقن فترة تدريبية على مرحلتين، نظرية وعملية لإتقان هذه الصناعة. وبينت أن جميع المشاركات يطمحن بأن يتم تسويق المنتجات من الألعاب التربوية إلى جميع المدن الفلسطيني، وأن بشريات هذا الأمر تحققت فعليا في مدينة الخليل، بوجود طلبات من قبل المؤسسات المهتمة. تقول مديرة رئيسة جمعية العمل النسوي، سوسن شنار، إن المشروع الأول الذي خرج عن سياق المشاريع النمطية السابقة التي تخص النساء أو الفتيات، وكان بمثابة تفكير "خارج الصندوق"، لتحسين أوضاعهن، وإيجاد دخل مادي لهن، مع إكسابهن مهارات جديدة. وتشير إلى أن الجمعية ارتأت أن تقيم مشروعا ذو صلة بالحضانات ورياض الأطفال، أو مراكز الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد تم توفير المدربات، ودراسة المشروع ومساهمته، والحاجة إليه في مدينة الخليل. وبدأ المشروع باختيار خمسة عشر سيدة من مدينة وقرى الخليل ومركزه البلدة القديمة، وقد بدأن بادخار مبلغا ماليا رمزي بالاضافة الى الدعم المقدم من الجمعية، توضح شنار إلى تكامل المشروع فعليا، وانطلق على الواقع بداية بالشكل التدريبي، والتربوي والتوعية، لفترة زمنية، إلى أن بدأت ثمار هذا البرنامج التدريبي تؤتي أوكلها بالصناعة الفعلية للألعاب التربوية الخاصة بالأطفال. وأنجز النساء في المشروع ثمانية ألعاب تربوية، لها علاقة بالتعلم البصري، والحركي، والعقلي، إلى جانب صناعة كراسي وطاولات خاصة بالحضانات، والزوايا الخاصة بالطبيب والمطبخ، ودمى وعرائس صغيرة. وتفخر شنار بزيادة الطلب على هذه الألعاب من رياض الأطفال في مدينة الخليل، ومراكز الاحتياجات الخاصة، معبرة عن أملها في أن يتم توسيع هذا المشروع والخروج إلى فضاء المدن الفلسطينية الأخرى. ونبهت إلى أن الجمعية ستعمل على انتاج كاتلوج خاص عن
المنتجات التربوية التي انتجت خلال المشروع، وذلك من باب المساهمة في التعريف بالمنتج وتسويقه، فيما سيكون العام القادم منطلقا للانتاج الفعلي للمشروع والقيام بمشاريع أخرى مثمر
https://www.maannews.net/Content.aspx?id=817175